جلست وكلي امل في ان اتحدث .
وابوح بكل ما شغل عقلي طويلا .
وبكل ما راودني في احلامي .
احسست بالسعادة تغمرني ,
وذلك لأني سوف افصح بما كتمتة سنوات وسنوات داخلي لأحد .
واصبحت اسأل نفسي : هل سيفهمني ؟
هل سوف يقتنع بما اقول ؟
هل سوف يؤيدني ام سوف يعارضني ؟
هل سوف يعجب بتفكيري ام لا ؟
وفجأة راودني احساس بالتردد ,
وذلك لأنني طرحت علي نفسي سؤال غريب وهو : وهل الصمت اولي ؟
بدأت اطرد هذا الاحساس من داخلي واقنع نفسي بعدم التردد ابدا في الحديث .
ولكن ذهب سؤال غريب ليحل مكانة سؤال اغرب : ما هذة النظرة الغير مألوفة التي ينظرها الي ؟
وكأنة يرجوني بعدم الحديث او التلفظ بأي كلمة عن اي شيء .
وعدت لأطرح علي نفسي سيل من الاسئلة .
هل فعلا لا يريدني ان اتحدث ؟
و هل وهل وهل .... وهل الصمت اولي ؟
وساد المكان سكون غريب كالذي ساد عقلي .
عقلي الذي كثرت فية علامات الاستفهام التي تبحث بجنون هستيري عن اجابة لها .
وبدأت الاسئلة بالذهاب لايقاني بأنني اخترت الشخص الخطأ لأطرح عليه كل ما بداخلي .
شخصا كره ان يسمع ما سوف اقولة قبل ان يعرف اي شيء عن حديثي ... فعلا لقد اخترت الشخص الخطأ .
وفي النهاية ايقنت ان الصمت اولي .
وفجأة وجدت قدماي تقوداني خارج المكان واذناي تتجاهل ندائه .
استحسنت ما فعلت وبدأت اقسم انني لن اكتم ما بداخلي اكثر من ذلك .
وانني سوف افعل اي شيء من اجل ان يصل حديثي للجميع .
وفجأة تذكرت قلمي ودفتري واسرعت قدر المستطاع للوصول اليهما .
وعندما حملتهما بين يداي بدأت في الكتابة و تغمرني سعادة اكثر بكثير من سابقتها .
وبعد ان انتهيت من الكتابة قلت : فلينتظر حديثي من يستحق ان يقرأه , وانا متأكد كل التأكد انة آت قريبا .
****
****
****
لحظـاتُ قاتلـة.. تُرغمنـا على أن نمـوتَ ببطء..
بل وأن نحتضـر ببطء.. بالرغمـ من إعراضنا وإصرارنا
على تخطّيـه بأي شكـل وأيِّ ثمـن...
ومن تلك اللحظـات.. الصمت.. لغـةُ لا يفهمها إلا من أتقنتهـا نفسـه بشـدة..
وتمـرّن قلبـه عليهـا جيـدًا مع الأيـامـ..!
فحينها.. ونحن على وشك السقوط في هاوية الموت الحي..
نضطر لأن نرمي قليلًا من هواجسنا ومشاعرنا المُبعثّرة هنـا وهنـاك..
إلى مكـانٍ آخـر.. ونتمنى لو كان منفى.. حتى لا تعـود إلينـا مجددًا...،
فنبحث.. ونشـق طـرق ونتخطّى عقبـات.. وفي النهايـة نجد
ذلك السـلاح بأيدينا ,القلمـ,.. بل هو كنـزٌ ثميـن.. ورفيقته الورقـة..
فنعلمـ أن النجـاة قد كانت حليفة حظنا..
وأن كلماتنا هي التي عملت على شقِّ طريـق النجـاة...!
****
****
****
****
همسـة من قـلبي لكـل انسـان قرأ هذا المـوضوع
يــكونـ الصمتـ أحيــانــاً هـو منفسنــا الوحيــد بكـل سكونـ ..
البعض مِنـا قـد يريحهـ انـ يحـل قيــود الصمتـ ويطلق العنــانـ لِمـا بنفسهـ
لينثرهــا لدي أقربـ النــاس إليهـ بهذهـِ اللحظهـ ..
والبعض الأخر .. يجـد أنـ صمتهـ أفضــل لهـ ولغيرهـ .. فهـو يشعر بـأنـ بـوحهـ لِمـا بنفسهـ لخـارجهـا
لنـ يزيــل ضمـأ نفسهـ بــل سيزيــد عليهـا أثقــال مِنـ شقــاءٍ وتعبـ ..
وهُنــاكـ منـ يتخذونـ أيضاً المفـر لِمـا بداخلهمـ هـو قــاع الصمتـ العميقـ
إلا أنهمـ يضيقــونـ ذرعــاً مِنـ هذا السكونـ الذي سيدفعهمـ للجـنونـ ..إنـ لمـ يصرخـوا مخرجينهـ مِنـ أعمــاقهمـ
ولكنـ في تلكـ اللحظـاتـ لا يجــدونـ أمـامهمـ منـ يـضمـ مـا سيـلدهـ داخلهمـ
فـلا يجـدوا غير تلكـ الصفحـاتـ البيضــاء الخــاليهـ أنـ تأوي مـا تختزنهـ أرواحهمـ وقـلوبهمـ
فـ يعينهمـ القــلمـ ليبــوحـوا بِكـل أريحيهـ .. !!
نحنـ كثيراً مــا نلجــأ لأقــلامنــا وأوراقنــا فـ نرسمـ
عنـ طريقهـا إيقــونــاتـ مِنـ عزفـ دواخلنــا .. ربمـا لأنـ الورقـ والقلمـ لا نعتقـد بــأنـهـ يومـاً
سيمــل ويكــل مِنـ وقع معزوفــاتنــا المتنوعهـ عليهـ , أو أنهـ لنـ ينفـذ أبــداً أو يلفض واشيــاً بمـا حمـل
بينـ أسطرهـ مِنـا